bidve

أخر الاخبار

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

‭"‬فرار‮" ‬مصابين بالملاريا من المستشفى‮ ‬يُثير الهلع


‭"‬فرار‮" ‬مصابين بالملاريا من المستشفى‮ ‬يُثير الهلع

يشكل داء الملاريا أحد الملفات الصحية الثقيلة التي أصبحت محل اهتمام الوصاية منذ سنوات بولايات الجنوب الكبير، بعد انتشاره بصورة مقلقة خلال السنوات الأخيرة لا سيما بغرداية، ورڤلة وأدرار، حيث بات الداء القاتل يحصد عشرات الأرواح في صمت، ورغم أن الداء غير معد (من الإنسان إلى الإنسان)، إلا أن نتائجه أصبحت وخيمة، ويكلف الدولة الملايير من النفقات لمعالجة المرضى.
تسجيل 11 إصابة جديدة
تسرب المياه الصالحة للشرب يزيد من انتشار العدوى في ورڤلة
تُعد منطقتا "أفران" وبامنديل بورڤلة منطقتين متضررتين بسبب وجود تسربات للمياه الصالحة للشرب التي تشكل مناخا ملائما للحشرة الضارة.
ورغم أن ورڤلة تعد عاصمة للجنوب وتملك الملايير للقضاء على هذه البؤر، إلا أن ذلك لم يتحقق وظل يطرح السؤال: من المستفيد من هذا الوضع البيئي غير المطمئن؟
وإن كانت الدولة صرفت زهاء 3 آلاف مليار دج على مشروع الصرف الصحي وشبكة المياه الصالحة للشرب، إلا أنها بدت عاجزة عن القضاء وبصورة نهائية على مصادر الداء، كما أن تدفق الأفارقة بالآلاف على ورڤلة كونها منطقة عبور أضحى يشكل منبعا آخر للملاريا، خاصة بعد تسجيل حالة ملاريا السبت الماضي لشاب يبلغ من العمر 24 سنة من جنسية إفريقية، وهو ما يؤكد فرضية وجود أكثر من بؤرة، خاصة أن الداء اكتشف في ثلاث بلديات متباعدة وهي ورڤلة، عين البيضاء، وأنقوسة.
وبلغت حصيلة الإصابات بالملاريا في ورڤلة لوحدها 11 حالة من بينها إماراتيان وإفريقي، وطفل يبلغ من العمر 3 سنوات وهي حالة عجيبة وغريبة، كون الطفل المصاب يقطن بحي النصر يشتغل والده طبيبا مكلفا بمتابعة داء الملاريا في المواقع المشكوك فيها، وهي الحالة التي خلقت حالة استنفار قصوى بمستشفى محمد بوضياف.
ويعتقد أن يكون الطبيب قد نقل حشرة متسببة في العدوى من الأماكن التي تفقدها، فيما لا يزال الطفل يخضع حاليا للعلاج بمستشفى محمد بوضياف، علما أن الملاريا حسب الأطباء مرض غير معد من إنسان إلى آخر بل تنتقل عن طريق الحشرات وغيرها.
ولا يزال المرضى المصابون يتلقون العلاج المكثف بمصلحة الأمراض المعدية، ويشرف عليهم طاقم طبي متخصص، ما يكلف الدولة مبالغ ضخمة للتكفل بهؤلاء، بدل الوقاية من الأمراض المتنقلة.
20 مليونا لعلاج مريض خلال 3 أيام
تعمل لجنة وزارية، أوفدها عبد المالك بوضياف، وزير القطاع إلى ورڤلة على معاينة المناطق الموبوءة، والوقوف على مدى متابعة حالات المرضى.
وحسب ما تسرب من اللجنة، فإن التحقيقات الأولية أثبتت أن بؤرتين لتسرب المياه الصالحة للشرب في منطقتي إفران وبامنديل، بسبب الإهمال والتسيب من بين دواعي انتشار الحشرة الناقلة للداء، ولا علاقة للأفارقة بنقل العدوى، ما يتطلب أموالا جمة لمحاربة المواقع المذكورة، لاسيما في منطقة أفران، حيث تتكبد خزينة الدولة حوالي 20 مليون سنتيم لمعالجة مريض واحد فقط لمدة 3 أيام، علما أن فترة العلاج تتراوح بين شهر و3 أشهر لبعض الحالات الصعبة، علما أن اللجنة الوزارية من المرتقب أن ترفع تقريرها، إلى الوزير بحر هذا الأسبوع لمعالجة الملف، في انتظار النتائج النهائية لمعهد باستور بالجزائر العاصمة، وهي الجهة الوحيدة المخول لها تأكيد حالات الإصابة.
غرداية وقصة داء الملاريا والزائر المتكرر
عرفت غرداية في أقل من 3 سنوات معاودة ظهور الداء عدة مرات، وهو مؤشر خطير يوضح المعالجة السطحية لملف ميدانيا، حيث سجل قبل يومين إصابة 5 حالات بالملاريا بمنطقة بن سمارة
وشنت السلطات واللجان الصحية بمدينة غرداية في الفترة الأخيرة حملة تمشيط جد واسعة للكشف عن الملاريا الذي انتشر بشكل واسع بالمنطقة، خصوصا بعد تسجيل الحالات المذكورة، المستوردة من مصابين أفارقة واثنتين محليتين إحداهما بحاسي الفحل، والأخرى بحي بن سمارة وسط ذات المدينة.
هروب مصابين من المستشفى عقّد عملية المتابعة
سجل مستشفى تيريشين المركزي الواقع بسيدي عباز بغرداية، حالة هروب 3 مصابين من المستشفى، بعضهم بدو رحل ينحدرون من ولاية تنمراست، ما جعل المصالح المختصة تدق ناقوس الخطر، وهو ما أوضحه مصدر موثوق لـ"الشروق" من محيط المستشفى.
وحسب نفس المصدر، فإن الفريق الصحي تنصل منهم بعد تسريح المصابين دون استيفاء الفترة الكاملة للعلاج والمراقبة الصحية الإجبارية لحاملي الداء.
وأثارت حادثة هروب 3 مصابين من المستشفى هلعا كبيرا في أوساط السكان، الأمر الذي رجح إمكانية انتقال العدوى للحالات الأخيرة التي سجلت بمنطقة غرداية.
وأشارت التحقيقات الأولية التي أطلقتها المصالح الصحية إلى وجود بؤر محلية تم اكتشافها، بكل من منطقة حاسي الفحل وحي بن سمارة، والتي تعود إلى انتقال الداء من حالات مستوردة، في حين نفت المصالح الصحة وجود إصابات محلية، استنادا إلى الحملة الواسعة التي شنتها نفس المصالح قصد تطهير الأحياء والمناطق الرطبة من البعوض والحشرات الناقلة للداء.
إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية:
الملاريا قد تتحول إلى وباء إذا زادت حالات العدوى
أكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، أن مرض الملاريا له تاريخ في الجزائر، فهو منتشر منذ القدم في بعض المناطق المعروفة برطوبتها الكبيرة، وارتفاع درجة حرارتها، والمناطق التي تتواجد بها بحيرات ومياه راكدة، أو مياه جارية وملوثة. وهذه الظروف تساهم في تكاثر البعوضة الناقلة للمرض عن طريق لسعها للإنسان. وحسب المتحدث في تصريح "للشروق اليومي"، فإنه تم تسجيله مؤخرا حالات كثير ة لمرض الملاريا ببعض مناطق الجنوب "فيه شك كبير حول نقل اللاجئين الأفارقة أو المتواجدين بصفة غير شرعية ببلادنا للمرض من بلدانهم"، وهو ما جعله ينصح مواطني الولايات التي تعرف انتشارا للملاريا، بأخذ كل أسباب الحيطة والحذر لتجنب نقل العدوى، واعتبر مرابط أن الملاريا قد تصبح وباء حقيقيا، في حال تغاضت السّلطات عن اتّخاذ التدابير اللازمة لحصار المرض في بقعة معينة والقضاء عليه.
39 إصابة بالملاريا بأدرار والأفارقة المتهم الأول
أكد رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لولاية أدرار، عبد القادر عميري، أن ولاية أدرار سجلت منذ شهر جانفي الماضي وإلى اليوم 39 حالة لمرض الملاريا استقبلتها مستشفيات أدرار ورقان وتميمون.
وأضاف ذات المسؤول أن الإصابات المسجلة عبارة عن حالات مستوردة، أصيب بها مواطنون جزائريون من التجار الذين يشتغلون مع دول الجوار في إطار تجارة المقايضة مع دولتي المالي والنيجر، في حين نفى تسجيل أي حالة مرضية محلية، وأكد عبد القادر عميري، على وجود حالتين مرضيتين على مستوى مستشفى ابن سينا بعاصمة الولاية لا تزال تتلقى العلاج اللازم بعدما غادرت الحالات الأخرى المستشفى بعد تماثلها للشفاء، مضيفا أن ولاية أدرار لم تسجل أي حالة إصابة محلية بمرض الملاريا منذ سنة 1999، بعد البؤرة التي حدثت بمنطقة أولف وبالضبط ببلدية تمقطن.
بؤر جديدة لانتشار العدوى في الجنوب تفضح "بريكولاج" السلطات
400 إصابة بالملاريا سنة 2015 والوزارة "تمسح الموس" في الأفارقة
شهدت ولايات الجنوب في مقدمتها كل من ورڤلة وغرداية وأدرار 46 إصابة جديدة بالملاريا خلال الفترة الأخيرة، ليرتفع عدد الإصابات إلى 400 إصابة منذ بداية السنة، وكشفت تحقيقات الفرق المتنقلة للمناطق الموبوءة عن وجود بؤر جديدة لتكاثر الحشرات المسببة للعدوى، بسبب تسرب المياه الصالحة للشرب وانتشار المستنقعات المائية بعد الأمطار الأخيرة التي شهدها الجنوب الجزائري، وهذا ما يعني أن النسبة الكبرى من الإصابات محلية ولا تتعلق بالنازحين الأفارقة، خاصة بعد إصابة رعية إفريقي بالعدوى بولاية ورڤلة.
عقد، أمس، وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، اجتماعا عاجلا على مستوى وزارة الصحة للوقوف على آخر تطورات انتشار عدوى الملاريا بولايات الجنوب، وتحليل النتائج الأولية لفرق التحقيق التي أرسلتها الوزارة للولايات الموبوءة، والتي طالبت بضرورة التحرك العاجل لمحاصرة العدوى التي تعرف انتشارا متزايدا، خاصة بعد تأكيدات رئيسة اللجنة السيدة كريمة نعماني، مكلفة بالبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بالمديرية العامة للوقاية وترقية الصحة من ورڤلة بأن نتيجة التحاليل التي تمت على البرك والمستنقعات المائية بالمناطق المعنية أكدت وجود يرقات الحشرة الناقلة للداء عبر كل من مناطق بامنديل وعين البيضاء بالقرب من السكنات، وهذا ما يدل أن مصدر الوباء هو محلي وليس مستوردا، على عكس ما أكدته بعض الأطراف الصحية التي بينت أن سبب العدوى هو مستورد ما دعا الوزارة إلى إعلان حملة للكشف الصحي للأفارقة المتواجدين في الجزائر، وهذا ما اعتبره العديد من المختصين بمثابة تغليط للرأي العام لجعل اللاجئين الأفارقة المتهم الأول في العدوى في حين أثبتت التحقيقات الميدانية أن سبب العدوى محلي.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر شهدت سنة 2013 عودة قوية لوباء الملاريا بتسجيل مئات الحلات وعدد من الوفيات، ما دعا وزارة الصحة إلى إعلان مخطط استعجالي لمحاصرة الداء الذي اختفى نسبيا، ليعاود الظهور خلال الفترة الأخيرة، ما يبين ضعف جهود السلطات الوصية في القضاء على بؤر العدوى، مقارنة بالميزانية الضخمة التي رصدت لهذه العملية.



الصفحة على الفايسبوك










مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

الدولي

الرياضة الجزائرية

الصحة والرشاقة

علوم و تكنولوجيا

المطبخ

أنت و طفلك

الولايات

رياضة عالمية

جميع الحقوق محفوظة ©2013