bidve

أخر الاخبار

السبت، 7 نوفمبر 2015

أمهات ترافقن أولادهن كالظل

باتت ظاهرة اختطاف الأطفال هاجسا يؤرق راحة أولياء لم تعد لهم ثقة في محيط كثرت فيه هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد البراءة في بلادنا، في وقت وجدت النساء في مرافقة أبنائهن إلى المدارس والحرص على التحذير المستمر لهم من أي أجنبي، سبيلا للاطمئنان على سلامتهم، مسببات مشاكل نفسية.. أكد الأخصائيون على خطورتها.
باتت أبواب المدارس الابتدائية وحتى المتوسطات تعج بالأولياء الذين لا يفوتون موعد دخول أو خروج أبنائهم إلا ورافقوهم خوفا من أي مكروه قد يصيبهم، لاسيما بعد الانتشار المخيف لظاهرة اختطاف الأطفال التي لم يسلم منها رضيع ولا طفل، حتى أصبحت الكثيرات منهن تتخلى عن أهم أعمالها اليومية من أشغال منزلية وأخريات تتعرضن للمضايقات في مكان عملهن بسبب التأخر والغياب المتكرر حتى تتمكن من الاطمئنان على فلذة كبدها.
إهمال الأشغال المنزلية لا يهم أمام سلامة الأبناء
تضطر الكثير من الأمهات إلى التنقل بشكل دائم بين البيت والمدرسة لأجل مرافقة أبنائهن بعد أن أصبح الخوف من الاختطاف هاجسا يؤرق راحتهن، ولأن الأعمال المنزلية مهمة يومية لجميع النساء، باتت أغلبهن تهمل القيام بالكثير من أدوارها لأجل الحفاظ على سلامة أطفالها. ولأجل معرفة آراء النساء في هذا الصدد ارتأينا القيام بجولة إلى عدد من المدارس التي لاحظنا كثرة توافد الأمهات إليها، حيث التقينا بمليكة، أم لطفلين، أكدت لنا أن كل الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام حول اختطاف الأطفال تجعلها تخشى أن تترك أطفالها يذهبون بمفردهم إلى مدارسهم خوفا من أي مكروه قد يصيبهم. ومن جهتها تقول منية، أم لطفل بابتدائية بعين النعجة، إنها لن تكن من عادتها مرافقة ابنها للمدرسة، إلا أن الأخبار الأخيرة عن أطفال تعرضوا للاختطاف أثناء ذهابهم لمدراسهم جعلها تفعل ذلك. وعن ترك أعمالها المنزلية وتأجيلها تقول ذات المتحدثة أن لا شيء يهم عندما يتعلق الأمر بسلامة ابنها، مشيرة إلى أنها تتعرض للكثير من الانتقادات من طرف زوجها بسبب هذا موضوع، إلا أنها لا تبالي في سبيل الحفاظ على ابنها.
الأخبار الأخيرة زعزعت الثقة في أقرب الناس
لعبت القصص والأخبار الأخيرة التي راح ضحيتها أطفال كان الجاني فيها قريب الطفل أو جاره أو أحد أصدقاء العائلة المقربين، دورا كبيرا في زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع، حيث بات أغلب الأولياء يخشون على أطفالهم من أقرب الناس إليهم، ولم يعودوا يؤمنونهم على أطفالهم. وفي سياق متصل تقول أسماء، ممربية بروضة خاصة، إن أغلب الأمهات والآباء أوصوهم بعدم تسليم الأطفال لأي كان ما عدا الأب والأم، مشددين أنهم يرفضون ذلك حتى لو تعلق الأمر بأحد الأقارب أو الجيران الذين اعتادوا قبل ذلك اصطحاب الأطفال في بعض الظروف التي يضطر فيها الأولياء إلى التأخر. ومن جهتها تقول حسيبة، معلمة بمدرسة قرآنية، أنها لمست هذا التخوف من خلال حرص الأولياء على الحضور بأنفسهم لاصطحاب أبنائهم ومن خلال التوصيات المتعددة التي تحثهم على عدم تسليم الأطفال لأي كان.
كثرة الحرص والتحذير يضعف ثقة الطفل بنفسه وبمن حوله
في كثير من الأحيان زيادة الشيء عن حده تقلبه إلى ضده، وهو ما أكدته المختصة في الطب النفسي الدكتورة نسيمة ميغري، والتي أشارت أن كثرة الحرص على مراقبة الطفل في كل حين واصطحابه أينما أراد الذهاب، يولد لديه حالة من اللاأمن تجعل ثقته في نفسه وفي من حوله مهزوزة، مشيرة إلى أن الطفل بحاجة إلى مساحة من الحرية تمكنه من التصرف بتلقائية بدون خوف. وتضيف محدثتنا في سياق متصل أن إشراك الطفل في المخاوف والهواجس التي تنتاب الأولياء تجعله يعيش حالة نفسية مضطربة، تزيد من حدتها الشكوك والقلق من أقرب الناس إلى الطفل، وهو أمر اعتبرته الدكتورة ميغري في غاية الخطورة، مشيرة إلى أن ثقة الطفل في من حوله، خاصة أقاربه وجيرانه تجعله ينمو نموا نفسيا سليما. وفي ذات الصدد نبهت محدثتنا إلى ضرورة ترك المجال للطفل للعب خارجا ومشاركة أصدقائه، في نفس الوقت الذي يراقب الأولياء الطفل ويحافظون على سلامته دون أن ينتبه إلى ذلك.














مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

الدولي

الرياضة الجزائرية

الصحة والرشاقة

علوم و تكنولوجيا

المطبخ

أنت و طفلك

الولايات

رياضة عالمية

جميع الحقوق محفوظة ©2013