نشر محي الدين عميمور، مدير ديوان الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين ووزير الإعلام الجزائري الأسبق أيضا، مقالا في جريدة “الشروق” الجزائرية، بعنوان “حذار يا صاحب الجلالة”، موجها للملك محمد السادس، مدعيا من خلاله أن “ملك المغرب محاط بمجموعة من المستشارين والسياسيين ممن يغطون فشلهم بابتكار المواقف وصياغة البلاغات التي تسيء للعرش المغربي”، على حد تعبيره.
وقال محي الدين عميمور، الذي كان شاهدا على أهم فصول الحرب الباردة بين نظام بومدين والحسن الثاني، في السبعينيات من القرن الماضي، (قال) أن الملك محمد السادس قام في ثورة نوفمبر المجيدة بواجبه الأخوي بأسلوب جدير بالتقدير، في غشارة لرسالة الملك لبوتفليقة بهذه المناسبة، لكن سرعان ما تحول هذا من النقيض إلى النقيض.
ووجه عميمور مدفعيته صوب مستشاري الملك محمد السادس، زاعما أنهم ” وضعوا على لسانه في خطابه الأخير تعبير “غنيمة حرب”، لمجرد القول بأن الجزائر تتاجر باللاجئين الصحراويين في تندوف،”.
وأضاف منتقدا مستشاري القصر: “هناك بجانب الملك من يسيء له، بما حدث خلال الزيارة الرسمية التي نصح بها بعض المستشارين محمد السادس إلى مالي، التي كان هدفها تأليب الجار الجنوبي على الجزائر عبر الجمعيات الدينية، فقد حدث أن رفضت سيدة من مالي مصافحة الملك، وكنت أنا وبعض الرفاق ممن غضبوا لذلك، وطالبت شخصيا في مقالات منشورة وفي تصريح متلفز بمعاقبة مسؤول البرتوكول الذي لم يضع في حسابه احتمال تصرف سيدة مالية محجبة تجاه الملك، الذي رأيناه يمسح عرقه وقد فوجئ بالموقف، وكان موقفنا هذا لأن كرامة الشقيق من كرامتنا برغم أن هناك من آخذ علينا ذلك.”
وتابع: “نعرف جيدا أن هناك في القطر الشقيق من أرضعوا كره الجزائر منذ نعومة الأظفار، لأن هناك من يتصور أن ضمان الوحدة الوطنية حول القصر يتطلب وجود عدوّ مكروه إلى جانب المغرب، ولو قمنا بإزالة القشرة الذهبية التي تبدو للوهلة الأولى من بعض الأشقاء لوجدنا تشنجا عصبيا يدعي بأن الجزائر دولة هجينة ليس لها تاريخ موحد، وهي كانت مستعمرة تركية، وأرضها كانت هبة من فرنسا التي اقتطعتها من المغرب، وكان استقلالها بفضل الدعم المغربي، ولكنها نسيت خير المغاربة الذي دعموا ثورتها، وأموالها ضائعة لإرضاء نزوات الجنرالات، وكل هذا نسمعه ونقرؤه في تعليقات كثيرة.”.
لهذا أجرؤ على القول: حذار يا صاحب الجلالة من بعض مستشاريك فهم لعنة عليك وعلى شعب كريم، والقصر الملكي يجب أن يكون، كما قال الرئيس بو مدين يوما، جزءا من الحل وقاعدة للوفاق وليس جزءا من المشكلة وطريق نحو الشقاق، يقول عميمور في مقاله بجريدة “الشروق”.
وتابع متهجما على مستشاري الملك: “نحن نعرف أن بعض مستشاريكم يبحثون عما يرون فيه نقطة ضعف جزائرية، ولو حدث أن قامت مجموعة من المخنثين، الذين تعرفهم كل بلدان العالم وتجدونهم عندكم وعندنا، بالمطالبة بزواج المثليين في الجزائر فسيسارعون لتبني قضيتهم، لاتهام الجزائر بمحاربة حرية التعبير ومعاداة الحريات الشخصية.”
وختم مقاله المطول بالقول: “لهذا يا صاحب الجلالة كتبت هذه السطور، محبة في الشعب المغربي الذي لا ننسى فضله وكرمه، وتسجيلا للتقدير والاحترام والمحبة التي نحملها لجدك العظيم، الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وآية وفاء لمجاهدي ومناضلي المغرب الشقيق وفي طليعتهم الأمير عبد الكريم الخطابي والمهدي بن بركة.”
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق